Skip to main content

بيان هام

بسم الله الرحمن الرحيم

بيانٌ صادرٌ عن الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبِهِ ومن والاه.

أما بعد:

ففي الوقت الذي يتجرّأ فيه أعداءُ الإسلامِ على عقائدِ المسلمينَ وقيمِهم وأخلاقِهم؛ تقفُ الهيئةُ العامةُ للأوقافِ والشؤونِ الإسلامية سدًّا منيعًا أمامَ العابثينَ بدينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، في الداخلِ والخارج، وترى أنَّ هذا الموقفَ واجبٌ شرعيٌّ على جميعِ المسلمين.

وانطلاقًا من هذا الواجب، قامتِ الهيئةُ بالردِّ على ما وردَ في إحاطةِ المدعي العامِّ لمحكمةِ الجناياتِ الدولية، كريم خان، من دفاعه عن الملحدينَ، والمتنصرينَ، والمثليينَ، الذين يحاولون إفسادَ عقائدِ أبنائنا وسلوكياتِهم وأخلاقِهم. وقد ركّزَ ردُّ الهيئةِ على ما تضمّنته تلك الإحاطةُ من مغالطاتٍ جسيمةٍ حولَ هذه الخبائثِ الثلاث بعيدا عن أي صراعات أو تجاذبات سياسية.

غيرَ أنَّنا نُفاجَأُ مرارًا بأنّ مثلَ هذه الردودِ لا تَروقُ لبعضِ المحسوبينَ على الشأنِ الدينيِّ في البلاد؛ فنراهم يسعونَ إلى تحريفِ الردِّ وتوظيفِ ما وردَ فيه لصالحِ مكاسبَ سياسيةٍ أو عسكريةٍ خاصّة، واللهُ المستعان.

ولهذا نقولُ لهؤلاء: أما آنَ لكم أن تتّقوا اللهَ، وتكفّوا عن هذا العبثِ الذي تمارسونه في حقِّ من ترونَهم خصومًا لكم في المنشطِ والمكره، حتى عميتْ بصيرتُكم، وصِرتم تتاجرونَ بقضايا عظيمةٍ في سبيلِ مصالحَكم المشؤومة؟!

وإنَّ اتّهامَكم لنوايا الناس، وذمَّكم للهيئةِ في دفاعِها عن عقائدِ المسلمين وأخلاقِهم، لَيُنذرُ بمفهومِ مخالفةٍ لا تليقُ نسبته إلى من وحَّدَ اللهَ وآمنَ برسولِه. نعوذُ باللهِ من الخذلان.

عجبًا لهؤلاء! أما يستحيونَ من ذمِّهم استنكارَ الأوقافِ في وجهِ من دافعَ عن الإلحادِ والمثلية؟!

هل يريدونَنا أن نُثنيَ عليهم؟! أم ماذا؟!

أين دفاعُهم عن هذه المنكراتِ والفواحش؟! أين غيرتُهم على حدودِ اللهِ، وردهم على مَن ناصرَ هذه الانحرافات؟!

وهذه ـ واللهِ ـ ليستِ المرةَ الأولى التي يشهدُ فيها التاريخُ بوقوفِهم في صفِّ الباطل!

أما وقفوا مرارًا ضدَّ الهيئةِ حين اعتمدتْ برنامج حُرّاس الفضيلة لمكافحةِ الإلحادِ والرذيلة؟! وزعموا ـ ظلمًا ـ أنَّ البرنامجَ وُضِعَ لشقِّ الصف! فأيُّ صفٍّ أرادوا؟!

أما وقفوا ضد مشروع الكنوز الأثرية الذي يتضمن إضاءات مفتاحية حول عقائد النشء في زمن كثرفيه الإلحاد والتنصير ولم يقدمو بديلا عنه سوى الشتم والفظاظة والتسفه!?!

أما وقفَ مناصروهم ضدَّ الهيئةِ، على الهواءِ مباشرة، مع المعتوه الحاسي، الذي يطعنُ في الشريعة، ويستخفُّ بدينِ اللهِ وتشريعاتِه؟!

أفيستطيعُ إعلامُهم أن ينشرَ ردًّا واحدًا على هذا وأمثالِه، ممّن سخّروا برامجَهم للعلمنةِ والضلالِ الفكري؟!

أما وقفوا ضدَّ الهيئةِ يومَ أطلقتْ برنامج حصين لمكافحةِ السحرِ والشعوذة؟! بل أنكروا وجودَ السحرِ في البلاد، وادّعى متحدثُهم الرسميُّ أن “السحرَ لا يعرفُه إلا ساحر”؟!

فردَّ اللهُ كيدَهم، وأبطلَ مكرَهم، وصارَ لبرنامج حصين ـ وللهِ الحمد ـ أثرٌ مباركٌ إقليميًّا وعالميًّا.

أما اتّهموا الهيئةَ بسوءِ النيّةِ يومَ تعاونتْ مع المركزِ الوطنيِّ لمكافحةِ الأمراض، واتّخذتْ قراراتٍ تنقذُ الأرواح؟!

فماذا جنَوا؟! وماذا استفادوا غيرَ تشويهِ صورتِهم، وزرعِ الشكوكِ في نواياهم ومناهجِهم؟!

أما اتّهموا الهيئةَ في كلِّ مرةٍ، وفي كلِّ محورٍ تُبذلُ فيه الجهودُ للخير؟

بينما يستهلكونَ أعمارَهم في التصريحاتِ السياسيةِ والعسكريةِ والتحريضية، ويُحرّضون العامةَ على مظاهراتٍ تُوغلُ الأحقادَ في القلوب، وتُؤجّجُ النعراتِ الحزبيةَ والسياسية، وتؤدّي إلى الانقسامِ والتشرذمِ بين أبناءِ الوطن الواحد.

ولنا ـ وللهِ الحمد ـ الفخرُ باتّباعِ سبيلِ الهُدى، والتحذيرِ من المظاهرات، التي لم تُعرفْ يومًا بسِلمٍ، ولا وئامٍ، ولا مآلٍ صالح!

أما كفاكم تهريجًا، وازدواجيةً في المعاييرِ الشرعيةِ والعقلية؟!

تصريحاتُكم تدورُ حيث دارتْ مصالحُكم!

أما كفاكم تطفيفا في موازين المصالح والمفاسد باسم الشريعة الإسلامية؟!

أما نحنُ ـ وللهِ الحمد ـ فبياناتُنا واضحةٌ، ومواقفُنا من المظاهراتِ وولاةِ الأمرِ صريحةٌ متزنة صادقة، حفظت الحقوق وأرشدت إلى الواجبات، مما لا يحتاجُ إلى تأويلِ المعاتيه!

وكما قال بعض علماء السلف لو أعلم أن لي دعوة صالحة مستجابة لجعلتها لولي الأمر، وهذا المنهج القويم بعينه ما يتفاوت في تعاطيه لدى المخذلين بناء على المصالح.

فلا واللهِ لن نُجاريَكم في صراعاتِكم، وسنظلُّ ـ بعونِ الله ـ ندعو إلى العلمِ النافع، والعملِ الصالح، وحقنِ الدماءِ والإصلاح بين الرعاة والرعية.

وإنا للهِ، وإنا إليه راجعون.

ونسألُ اللهَ أن يُنهي هذا العبثَ، وهذا التيهَ، وهذا الضلال، بما تقتضيه حكمته وعدله في حقِّ هؤلاء المخذّلين.

مشاركة الخبر:

أخبار ذو صلة

الاجتماع السنوي الدوري للتخطيط التشغيلي بالهيئة لسنة 2026.

آخر موعد لقبول الأبحاث العلمية هو يوم الأحد 18-05-2025 – مؤتمر السنة النبوية ( حجيتها – ضوابط فهمها – دفع المطاعن عنها )

اختتام إجراء الامتحانات الخاصة بدورة تأهيل الوعاظ في دورتها الأولى حسب الجدول المقرر.

البدء في تصفيات الخاصة بجائزة ليبيا الدولية لحفظ القرآن الكريم في نسختها الحادية عشرة بديوان الهيئة.

رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلاميةيستقبل رئيس ديوان الهيئة الوطنيّة لمكافحة الفسادبالمنطقة الغربية

مدينة الأصابعة وزيارة الوفد الأوروبي