Skip to main content

التحذير من الشرك وعبادة الأضرحة في الأمة الإسلامية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن مما يكدر صفوة العيد وبهجته، وسروه وفرحته تلك المناظر البائسة التي طالعتنا بها صفحات الفيسبوك لقوم يصدحون بالشرك، ويرقصون على الأنغام المحرمة زعما منهم أنهم يتقربون إلى الله بهذه الأفعال المشينة، ونبينا ﷺ قد حذر هذه الأمة من الوقوع في الشرك أشد التحذير، وأخبر أنها ستقف آثار الأمم من قبلها، ولا شك أن كثيراً من الأمم قد وقعوا في الشرك، فإذا كانت هذه الأمة ستسير على منوالهم والتشبُّه بهم، فلا بد أن يكون لها نصيب من ذلك، وما وصلنا إلى الحال التي وصلنا إليها من حملات التنصير والإلحاد إلا بسبب فشو الشرك في هذه الأمة، ولذلك ذلّت وهانت وتسلّط عليها أعداؤها.

لقد كان المشركون في الماضي يسمونها أصناماً وأوثاناً، وهؤلاء يسمونها مشاهد ومزارت وأضرحة، والأسماء لا تغير الحقائق، وهي هي في الحقيقة أصنام وأوثان، فبدلاً من أن يُطاف بالصنم والوثن صار يُطاف بالقبر ويُحج إلى القبر، وتُستلم أركانه كما تُستلم أركان البيت، ويُخاطب الميت بالكلمات الكفرية، يقول قائلهم: ياسيدي….. ، يهتفون باسم الولي في الشدائد، وهو بعينه فعل المشركين في الأصنام. هذه المشاهد التي نراها في بلدنا، إنها أكبر أسباب الذل وتكالب الأعداء، وهي نذير شؤم، فإن الأمة التي ضلت عن ربها وصارت تعبد الأضرحة وتقع في الشرك الأكبر لا يحصل لها الأمن والاستقرار، ويؤخذ ذلك من مفهوم قول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) الأنعام (82)

ألم يسمع أولئك بحديث النبي ﷺ: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذّر ما فعلوا. [رواه البخاري: 435، ومسلم: 529] وكذلك ما جاء في الحديث الصحيح: ( لعن رسول الله زوارت القبور )رواه ابن حبان: 3178، والألباني صحيح ابن ماجه، (1290)

وقال ﷺ: ( إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك) [رواه ابن حبان: 6425، والنسائي في الكبرى: 11058، وصححه الألباني في الإرواء: 286].

ولما ذكرت له بعض نسائه كنيسة رأينها في أرض الحبشة فيها تصاوير، قال ﷺ:( إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنو على قبره مسجداً، ثم صوّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله ) [رواه البخاري: 434، ومسلم: 528].

ولما بعث النبي ﷺعلي بن أبي طالب أوصاه فقال: ( ألا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته، ولا تمثالاً إلا طمسته ) [رواه مسلم: 969].

ولقد نهى النبي ﷺ عن تجصيص القبور، وعن الكتابة عليها، وعن البناء فوقها، وعن رفعها وتشييدها وإنارتها، كل ذلك من أجل سد الذرائع لعبادتها، ولكن مع الأسف الشديد انزلقت هذه الأمة في مهاوي الشرك، وعبدت القبور والأضرحة من دون الله، وكان أول من أحدث هذه المشاهد الشركية والمزارات الوثنية في الأمة هم أهل الرفض، ومن الذين شجّع على ذلك وأشاعوه الفاطميون عليهم من الله ما يستحقون، الذين ينتسبون إلى فاطمة ظلماً وزوراً وبهتاناً، واليوم لانرى من ينكر هذه الأفعال إلا أهل التوحيد الخالص الذين يُرمَوْن بين الفينة والأخرى بالتشدد والتشويش على الناس لا لشيء ولكن لصدعهم بالحق، ولأنهم لا يخافون في الله لومة لائم، ويقولون حسبنا الله ونعم الوكيل.

إعداد اللجنة العلمية

مشاركة الخبر:

أخبار ذو صلة

التحذير من عيد الحب

سبيل الرشاد في التحذير من أعياد الميلاد

انطلاق جائزة ليبيا المحلية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وعلومه وتفسيره 1446هـ 2024م .